عقیدة الشیعة فی الامامة
بسمه تعالی
فی المذکرة السابقة ذکرنا ما حدث فی السقیفة وکذلک کیفیة انتخاب الخلفاء الثلاثة و أکدنا أن الاجماع لم یتم فی انتخابهم وفی هذه المذکرة نبیّن کیفیة انتخاب الخلیفة الرابع و کذلک نذکر ما تعتقد الشیعة حول الامامة فنقول باذن الله تبارک و تعالی :
ــ کیفیة انتخاب الامام علی ( علیه السلام ) للخلافة :
ان بعد ما قتل عثمان ابن عفان الخلیفة الثالث بید بعض الصحابة و التابعین ، لم یعرض علی ابن ابی طالب نفسه للخلافة علی الناس ، حتی اجتمع الناس عنده و ازدحموا عند باب بیته و هو یرفض الخلافة حتی أصروا علی بیعته و خلافته و هو کما قال فی نهج البلاغة ، لوجود الججة ، هو قبل الخلافة ببیعة أکثر الناس و کبار الصحابة و أهل الحل والعقد من المدینة المنورة و البلاد الاخری و الامام علی( علیه السلام ) لم یجبر أحدا من الصحابة و التابعین وغیرهم لبیعته و لم یؤاخذ أحدا لأجل عدم البیعة لصالحه و هذا بیعة و انتخاب دیموقراطی دون أی ضغط و تهدید و بویع علی ( علیه السلام ) سنة خمس و ثلاثین من الهجرة النبویة.
ــ عقیدة الشیعة و السنة فی الامامة :
ان الشیعة تعتقد بأن الامامة أصل من أصول المذهب و الدین و لا یتمّ الایمان الاّ بها، بل هی امتداد النبوّة و یجب أن تکون بالنص و التعیین من الله تعالی علی حسب الأدلة العقلیة و النقلیة و تشترط فی الامامة شروط أهمّها الأعلمیة و العصمة و لهذا لا ینتخب الامام من قبل الناس او الشوری و کذلک الشیعة تعتقد بأن الامام خلیفة الرسول و أمره، أمر الله و أمر رسوله و نهیه نهی الله و نهی رسوله بحسب النصوص الواردة فی حقهم من القرآن الکریم و الروایات .
أما أهل السنة یعتقدون بتعیین الخلیفة من قبل الناس و الرسول ( صلی الله علیه وآله وسلم ) ارتحل و لم یعیّن من یستخلف عنه و لا یجب أن یکون الخلیفة أعلم الناس و لا أن یکون معصوما عن الخطاء کما لایعتقدون عصمة النبی و الأنبیاء الآخرین ( صلواة الله علیهم أجمعین ) فی شئونهم الحیاتیة و أنهم کانوا یسهون و ینسون الاّ فی أخذ الوحی و تلاوته علی الناس و کذلک یعتقدون وجوب اطاعة الحاکم و لو کان سلطانا جائرا ولا یجوز التمرّد من أمره و ذلک علی وفق الآیة القرآنیة ( أطیعو الله و أطیعوا الرسول و أولؤالأمر منکم )
فی المذکرة القادمة سوف نبیّن ما تعتقد الشیعة من الأدلة التّی یستند بها فی امامة الامام علی ابن ابی طالب ( علیه السلام ) و أولاده المعصومین و سنبدآ بحدیث الغدیر المعروف عند اهل السنة و الشیعة باذن الله تعالی .