سفارش تبلیغ
صبا ویژن

الشیعة و التهم

دراسة نظریة عدالة الصحابة

                                دراسة نظریة عدالة الصحابة

کما وعدنا ففی هذه المذکرة ندرس عقیدة اهل السنة فی عدالة الصحابة و نذکر أن کتاب  « نظریة عدالة الصحابة و المرجعیة السیاسیة فی الإسلام » تألیف «المحامی أحمد حسین یعقوب »من مراجع هذه الدراسة .

 فإن اهل السنة اتفقو علی أن جمیع الصحابة عدول ، و لم یخالف فی ذلک الاٌ شذوذ من المبتدعة علی حد تعبیر ابن حجر العسقلانی ، و یجب الاعتقاد بنزاهتهم ، إذ ثبت أن الجمیع من أهل الجنة و أنه لا یدخل أحد منهم النار .

 و ذکر الخطیب  أن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعدیل الله لهم و اخباره عن طهارتهم و اختیاره لهم . فمن ذلک قوله تعالی : « کنتم خیر أمة أخرجت للناس » و کذلک قوله : « و کذلک جعلناکم أمة وسطاً » . قوله لقد رضی الله عن المؤمنین إذ یبایعونک تحت الشجرة فعلم ما فی قلوبهم » و قوله تعالی : « والسبقون الأولون من المهاجرین و الأنصار و الذین اتبعوهم بإحسان رضی الله عنهم و رضو عنه » و کذلک آیت أخری و روایات ۸دیدة أخری تدل علی عدالة جمیع الصحابة. و من جملة الأحادیث الحدیث المزعوم من الرسول ( ص ) : أصحابی کالنجوم بأیهم إهندیتم إقتدیتم  .

إن عدالة الصحابة عند أهل السنة تعنی أن کل من عاصر الرسول أو ولد فی عصره و آمن به و شاهده فلا یجوز علیه التکذیب و التزویر ، ولا یجوز تجریحه ، و لو قتل آلافاً و فعل المنکرات .

و من أقوال اهل السنة : « إذا رأیت الرجل ینقص أحدا من أصحاب رسول الله فأعلم أنه زندیق و الذین ینقصون أحداً غلی الإطلاق من أصحاب رسول الله هم زنادقة و الجرح أولی بهم( الإصابة لابن حجر / ۱۷ و ۱۸ ) و قول بعضهم « ومن عابهم و انتقصهم فلا تواکلوه و لا تشاربوه ولا تصلوا علیه  »

و ذلک أن الرسول حق ، والقران حق ، وما جاء به حق ، و إنما أدٌی إلینا ذلک کله الصحابة و هؤلاء الذین ینقصون أحدا من الصحابة یریدون أن یخرجوا شهودنا لیبطلوا الکتاب و السنة و الجرح أولی بهم و هم زنادقة ( الإصابة / ۱۷ و ۱۸ )

                                        نقد النظریة

و آما نقد نظریة اهل السنة فی عدالة الصحابة بالإجمال : فغی المذکرة القادمة سوف نجیب علی نظریة اهل السنة و ندرس القضیة بالتفصیل  و نقول بالإجمال فی هذه المذکرة : حول هذه النظریة :

۱- أنها تتعارض مع النصوص القرانیة القاطعة.

۲- أنها تتعارض مع السنة النبویة بفروعها الثلاثة : القول و الفعل  و التقریر .

۳- نظریة عدالة کل الصحابة ینقضها واقع الحال .

۴ - أنها تتعارض مع روح الإسلام العامة و مع حسن الخاتمة و مع الغایة من الحیاة نفسها.

۵ - أنها تتعارض مع البراهین العقلیة  و کذلک الحوادث التاریخیة و المظالم الواقعة بأیدی بعض الصحابة .

 


عدالـ الصحابـه

                                                عدالة الصحابة

إن قضیة عدالة الصحابة من الموضوعات الخلافیة بین اهل السنة و الشیعة ، فان اهل السنة یقولون بعدلة جمیع اصحاب النبی الاکرم (صلی الله علیه و آله و سلم ) و یقدسون جمیع الصحابة و یعتقدون بان من سبٌ الصحابة فقد تزندق و کفر . واما اهل التشیع لا یعتقدون بعدالة جمیعهم و لا یقدسون جمیعهم کاهل السنة بل یعتقدون بعدالة بعضهم و یقدسون بعضهم ویعتبرون بعض الصحابة کأولیاء و منهم سلمان الفارسی و ابوذر الغفاری و عمار و غیرهم و یعتقدون أن بعض الصحابة هم منافقین و غیر مؤمنین .

ونحن سوف ندرس هذه القضیة علی ضوء الکتاب و السنة الصحیحة و الادلة المتقنة و القاطعة باذن الله و فضله و نجیب علی هذا السؤال قبل الدخول فی الموضوع : و هو ما ذا هو الملاک لمعرفة الصحابی عند اهل السنة و الشیعة ؟

قال الراغب الاصفهانی: الصاحب : الملازم ... ولا فرق بین أن تکون مصاحبته با لبدن وهو الأصل والأکثر أو بالعنایة والهمة (مفردات /۲۷۵ )

والصاحب علی مافی کتب اللغة : هو الملائم و المعاشر و الملازم والمتابع ولا یتم ذلک الاٌ باللقاء و الإجتماع .

و فی القران الکریم جاء : ماضلٌ صاحبکم و ما غوی « والنجم / ۵۳ » و یا صاحبی السجن « یوسف / ۱۲ » و فی الحدیث قول الرسول (صلی اللله علیه و آله و سلم ) حینما طلب عمر ابن خطاب أن یقتل عبدالله ابن ابی سلول ( المنافق المشهور ) ،  قال الرسول : فکیف یا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً یقتل اصحابه « السیرة النبویة لإبن هشام ج ۳ /۳۰۳ »

فالصحابی یطلق علی کل من أسلم عند رسول الله و شاهده کما قال الرسول  :إن فی اصحابی منافقین « مسند احمد ج۵ /۴۰ »

واما معنی الإصطلاحی للصحابی : یقول البخاری : ومن صحب النبی أو رآه من المسلمین فهو من اصحابه « فتح الباری ج ۷» وقال علی ابن المدینی : ومن صحب النبی (صلی الله علیه و آله و سلم ) أو رآه ولو ساعةً من نهار فهو من اصحاب النبی (ص) ولإبن حجر العسقلانی مثل هذا الرأی و ابن حزم الاندلسی یقول هذا الرأی الاٌ أنه قیده بعدم النفاق ( الإحکام فی أصول الأحکام ج ۵ )

و یوجد رأی آخر یقول : الصحابی من عاصر النبی و إن لم یره .

و رأی ثالث یقول من رآی النبی (ص ) و إختص به و اتبعه أو رافقه مدة یصدق معها اطلاق (صاحب فلان ) فهو من اصحاب النبی کما ذهب الی هذا الرأی الغرالی و غیره و إعترض علیه إبن حجر العسقلانی و إبن حزم الاندلسی .

والرأی الرابع یقول : إن الصحابی هو من صحب النبی (ص ) و طالت صحبته و أخذ عنه العلم .

فی المذکرة القادمة سوف ندرس أدلة اهل السنة و الجماعة فی عدالة جمیع الصحابة و کذلک ادلة الشیعة فی عدم عدالة بعضهم .