سفارش تبلیغ
صبا ویژن

الشیعة و التهم

هل الصحابة کلهم علی سواء ؟

من الامور التی یتهم بها الشیعة قدیما و حدیثا تهمة موقفهم من الصحابة و انهم یکنون الکره – کما یدعی خصوم الشیعة للصحابة، و هذه التهمة عندما نضعها امام الواقع الموضوعی و ندرسها دراسة موضوعیة نجدها بعیدة کل البعد عن الواقع و الحقیقة، لان الشیعة تکن کامل الاحترام للرسول الاکرم(ص) و صحبه المیامین، فکیف نکره الصحابة و هم حملة الرسالة و النور الالهی الى البشریة و هم السند و العماد و المدافع عن رسول الله (ص) و المجاهدون بین یدیه؟!

کیف نکرهم و نحن نسمع کلام الله تعالى یتلى فی مدحهم و الثناء علیهم حیث یقول عزّ من قائل: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ تَراهُمْ رُکَّعاً سُجَّداً یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً سیماهُمْ فی‏ وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجیلِ کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى‏ عَلى‏ سُوقِهِ یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِیَغیظَ بِهِمُ الْکُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظیما) و اولئک هم الذین نصروا الله و رسوله و احیوا دینه و اقاموا دعائم دولة الاسلام و اماتوا الجاهلیة.

و هذا امامنا امیرالمؤمنین (ع) یقول فیهم:" لَقَدْ رَأَیْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ (ص) فَمَا أَرَى أَحَداً یُشْبِهُهُمْ مِنْکُمْ لَقَدْ کَانُوا یُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً وَ قَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَ قِیَاماً یُرَاوِحُونَ بَیْنَ جِبَاهِهِمْ وَ خُدُودِهِمْ وَ یَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِکْرِ مَعَادِهِمْ کَأَنَّ بَیْنَ أَعْیُنِهِمْ رُکَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ إِذَا ذُکِرَ اللَّهُ هَمَلَتْ أَعْیُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُیُوبَهُمْ وَ مَادُوا کَمَا یَمِیدُ الشَّجَرُ یَوْمَ الرِّیحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ وَ رَجَاءً لِلثَّوَاب.‏

ویقول علیه السلام ایضا:" أَیْنَ إِخْوَانِیَ الَّذِینَ رَکِبُوا الطَّرِیقَ وَ مَضَوْا عَلَى الْحَقِّ أَیْنَ عَمَّارٌ وَ أَیْنَ ابْنُ التَّیِّهَانِ وَ أَیْنَ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ وَ أَیْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِینَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِیَّةِ، وَ أُبْرِدَ بِرُءُوسِهِمْ إِلَى الْفَجَرَةِ قَالَ [نَوْ) ثُمَّ ضَرَبَ یَدَهُ إِلَى لِحْیَتِهِ وَ أَطَالَ الْبُکَاءَ، ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَوِّهْ عَلَى إِخْوَانِیَ الَّذِینَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْکَمُوهُ وَ تَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ وَ أَحْیَوُا السُّنَّةَ وَ أَمَاتُوا الْبِدْعَةَ، دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا، وَ وَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوا .

و من ادعیة الامام السجاد زین العابدین علی بن الحسین (ع) فی الصحیفة السجادیة یدعو فیه للصحابة:" اللَّهُمَّ وَ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَ مُصَدِّقُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْغَیْبِ عِنْدَ مُعَارَضَةِ الْمُعَانِدِینَ لَهُمْ بِالتَّکْذِیبِ وَ الِاشْتِیَاقِ إِلَى الْمُرْسَلِینَ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ‏ فِی کُلِّ دَهْرٍ وَ زَمَانٍ أَرْسَلْتَ فِیهِ رَسُولًا وَ أَقَمْتَ لِأَهْلِهِ دَلِیلًا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَ قَادَةِ أَهْلِ التُّقَى، عَلَى جَمِیعِهِمُ السَّلَامُ، فَاذْکُرْهُمْ مِنْکَ بِمَغْفِرَةٍ وَ رِضْوَانٍ.  اللَّهُمَّ وَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّذِینَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ وَ الَّذِینَ أَبْلَوُا الْبَلَاءَ الْحَسَنَ فِی نَصْرِهِ، وَ کَانَفُوهُ، وَ أَسْرَعُوا إِلَى وِفَادَتِهِ، وَ سَابَقُوا إِلَى دَعْوَتِهِ، وَ اسْتَجَابُوا لَهُ حَیْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالَاتِهِ.  وَ فَارَقُوا الْأَزْوَاجَ وَ الْأَوْلَادَ فِی إِظْهَارِ کَلِمَتِهِ، وَ قَاتَلُوا الْآبَاءَ وَ الْأَبْنَاءَ فِی تَثْبِیتِ نُبُوَّتِهِ، وَ انْتَصَرُوا بِهِ.  وَ مَنْ کَانُوا مُنْطَوِینَ عَلَى مَحَبَّتِهِ یَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِی مَوَدَّتِهِ.  وَ الَّذِینَ هَجَرَتْهُمْ الْعَشَائِرُ إِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَ انْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَابَاتُ إِذْ سَکَنُوا فِی ظِلِّ قَرَابَتِهِ.  فَلَا تَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ مَا تَرَکُوا لَکَ وَ فِیکَ، وَ أَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِکَ، وَ بِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَیْکَ، وَ کَانُوا مَعَ رَسُولِکَ دُعَاةً لَکَ إِلَیْکَ.  وَ اشْکُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِیکَ دِیَارَ قَوْمِهِمْ، وَ خُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إِلَى ضِیقِهِ، وَ مَنْ کَثَّرْتَ فِی إِعْزَازِ دِینِکَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ.  اللَّهُمَّ وَ أَوْصِلْ إِلَى التَّابِعِینَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونَا بِالْإِیمَانِ خَیْرَ جَزَائِکَ".

و هکذا تجد فقهاء الشیعة یعرفون للصحابة منزلتهم و مکانتهم و انهم کانوا یمثلون الطلیعة الاسلامیة یقول السید الشهید الصدر(قدس):" ان الصحابة  بوصفهم الطلیعة المؤمنة و المستنیرة کانوا افضل و اصلح بذرة لنشوء امة رسالیة،حتى ان تاریخ الانسان لم یشهد جیلا عقائدیا اروع و انبل و اطهر من الجیل الذی انشاه الرسول القائد".  

نعم نحن نختلف مع اخواننا اهل السنة حیث نرى ان صحابة النبی(ص) او الذین عاشوا معه یمکن تصنیفهم الى عدة اصناف حسب الترتیب القرآنی لهم:

*السابقون الاوّلون:( وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرینَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْری تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فیها أَبَداً ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظیم‏).

* المبایعون تحت الشجرة: (لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنینَ إِذْ یُبایِعُونَکَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فی‏ قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّکینَةَ عَلَیْهِمْ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَریباً ) .

*المنفقون و المقاتلون قبل الفتح: (لا یَسْتَوی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ کُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبیر)

فی مقابل تلک النماذج العالیة و الشخصیات الرائعة نرى القرآن الکریم یذکر لنا اصنافاً اخرى تختلف اختلافا کلیا مع سابقتها منهم:

*المنافقون       * المنافقون المتسترون الذین لایعرفهم النبی(ص) .    *ضعفاء الایمان و مرضى القلوب*السماعون لاهل الفتن *الذین خلطوا عملا صالحا و آخر سیئا. * المشرفون على الارتداد. *الفساق الذی لایصدقهم قولهم عملهم. * الذین لم یدخل الایمان فی قلوبهم.

و غیر ذلک من الصفات الذامة لبعضهم من هنا یمکن القول: ان خلاصة رأی الشیعة فی الصحابة هو:

ترى مدرسة اهل البیت (ع) ان حال الصحابة کحال غیرهم من حیث العدالة ، ففیهم العادل و غیر العادل، و لیس کل من صحب النبی الاکرم کان عادلا، و لیس للصحبة دور فی عدالة الصحابی ما لم تتجسد سیرة الرسول الاکرم (ص) فی سلوکه و مواقفه.

فالملاک هو السیرة العملیة، و کل من تطابقت سیرته مع المنهج الاسلامی فهو عادل، و من خالف المنهج الاسلامی فهو غیر عادل، و هذا الرأی یتطابق مع القرآن الکریم و السنة النبویة الشریفة، کما بینا ذلک،  و ان فیهم من قصد اغتیال رسول الله فی لیلة العقبة.

ثم کیف نسوی و بای منطق بین الصحابی الجلیل مالک بن نویرة و بین الذی قتله و دخل بزوجته فی نفس تلک اللیلة؟!، فلیس من الصحیح ان ندافع عن انسان شرب الخمر مثل [الولید بن عقبة] بحجة أنّه صحابی، او الدفاع عن انسان جعل الحکم الاسلامی ملکاً عضوضاً و قتل الصالحین من الامة و حارب الامام و الخلیفة الشرعی (علی بن ابی طالب) و هل من منطق العقل ان نساوی بین عمّار بن یاسر(رض) و بین رئیس و قائد الفئة الباغیة فی الوقت الذی نقرأ فیه قول الرسول (ص) : " عمار تقتله الفئة الباغیة"، بحجة ان الاثنین من الصحابة؟!

فهل تجد عاقلا یجیز هذا العمل؟ ثم اذا رضینا بهذا العمل هل یبقى من الاسلام الاّ انه منهج تبریری یبرر للاقویاء ما یفعلونه تحت ذریعة الصحبة و الصحابة؟! الحقیقة ان الاسلام اعز و اکرم من نلطخه بجرائم المجرمین و المنحرفین مهما کانوا و فی أی وقت عاشوا، هذا هو معتقدنا و لانجامل فیه احدا ، لان الحق احق ان یتبع . ثم نسأل البعض من اخواننا أهل السنة هل یساوی بین الخلیفة عثمان و قتلته؟ فاذا کان یساوی فلماذا الهجوم على علی (ع) وتجییش الجیوش فی حرب الجمل و صفین، تحت ذریعة المطالبة بدم عثمان، و اذا لم یساوی بینما و یعتبر المعارض له و المساعد فی قتله- فضلا عن قاتله- انسانا خارجا عن القانون و الشرع، فهو حینئذ یؤمن بعدم  عدالة الصحابة، فلماذا الهجوم على الشیعة و هو یرى مثل رأیهم فالمعیار قائم على التمسک بسیرة النبی الاکرم(ص) و الالتزام بسنته فی حیاته و بعد رحیله فمن تمسک نکن له کامل الاحترام و نقتدی به فی سلوکه و نترحم علیه و ندعو الله له برفیع الدرجات، فعلى سبیل المثال نرى اثنین من الصحابة معهم احدى امهات المؤمنین قد حشدوا الجیوش و الرجال و جاءوا الى البصرة لیحاربوا الخلیفة الشرعی علی بن ابی طالب(ع) فی معرکة الجمل و قد راح ضحیة هذه الحرب الالاف من المسلمین و هنا نسأل کیف جاز لهؤلاء الخروج و اراقة کل هذه الدماء؟ و هکذا عندما خرج علیه شخصیة اخرى تتصف بانها من الصحابة فی معرکة صفین التی اکلت الاخضر و الیابس؟.نحن نقول ان هذا العمل مخالف للشرعیة و اعتداء على الامام و الخلیفة الشرعی و لایکفی فی تبریره کون القائم به صحابیا او غیره، هذه هی نقطة الاختلاف الاساسیة بین الرؤیة الشیعیة و رؤیة غیرهم و لیست القضیة السب او الشتم او ما شابه ذلک.

المنبع : http://arabic.islamquest.net/QuestionArchive/1072.ASPX


شبکة الاسلام


عقیدة الشیعة

عقیدة الشیعة

لماذا نتمسک بآل النبی (صلی الله علیه و آله و سلم ) ؟

إن الشیعة فی التأریخ کانوا مظلومین أئمة و أتباعا من قبل الحکام و الخلفاء الأمویین و العباسیین  ، ففی عهد الخلفاء خاصة فی عهد معاویة ابن ابی سفیان بدأ التعذیب و الضغوط علی الشیعة و علی رأسهم علی و اولاده و عشیرة الرسول ، فمعاویة هو أول من سن سنة اللعن و السب تجاه علی ابن ابی طالب و أولاده و ذلک علی فوق المنابر و داخل المساجد و یستمر اللعن علی آل ابی طالب و آل الرسول (علیهم السلام ) الی عهد عمر ابن عبد العزیز و معاویة کان ملکا بدل أن یکون خلیفة للمسلمین و یشهد التأریخ بأن معاویة هو أول من جلس علی السریر الملکی و اول من کان یرتدی ملابس الملوک و یأکل کما یأکل الملوک و نقل عن الخلیفة الثانی الذی نصبه کالوالی علی بلاد الشام بعد وفاة أخیه یزید ابن ابی سفیان إنه یقول : "معاویة کسری العرب" فهو شنّ حرب الصفین علی الخلیفة المنتخب من قبل المسلمین علی ابن ابی طالب (علیه السلام ) بعد قرار الامام علی بعزله عن ولایة الشام و جاء بالجیوش الغفیرة من الشام الی منطقة الصفین فی مدینة الرقة بسوریا بعد وصول جیوش الکوفة و البصرة الی تلک المنطقة و هو برفقة عمرو ابن العاص إحتال فی الحرب و لم یغلب و لم ینتصر عسکریا و نظامیا بل غلب علی جیوش العراق فی قضیة الحکمیة وبعد ذلک حدثت التفرقة فی جیش علی ابن ابی طالب و نشأ الخوارج و قاتلوا علیا فی نهروان و قبل وصولهم الی البصرة و قتل الکثیر منهم و تاب عدد کبیر منهم و هرب قلیل منهم .  علی ای حال إن الشیعة طردوا من الحکومة و لم یکن لهم دور سیاسی فی المجمتع الاسلامی کحاکم أو وال أو مدیر فی الولایات الاسلامیة بل کان کثیر منهم معتقلین و مبعدین عن مواطنهم و فی عهد خلفاء بنی أمیة قد هاجر الکثیر من ذریة رسول الله ( صلی الله علیه و آله و سلم ) الی مختلف المناطق فی العالم من جملتها شمال و غرب إفریقیا و الهند و الباکستان و ایران و الدول العربیة و غیرها و وجود الشرفاء فی تلک المناطق أدل دلیل علی مهاجرتهم او فرارهم الیها و التاریخ شاهد علی هذا الظلم العظیم بالنسبة الی أهل البیت و أتباعهم ، إضافة الی الجور و الظلم و التعذیب علی أهل البیت و أتباعهم  فإنهم کانوا یتّهمون بالخروج عن الدین کما فعل یزید ابن معاویة ذلک فی إعلانه بأن الأسراء فی کربلا هم من الخوارج او کانوا یتهمون بالرفض للدین و سمّی أتباع اهل البیت بالرافضة و سمی أئمتهم بأئمة الرافضة ؛ مع أن جمیع المسلمین یعترفون بأن اهل البیت من علی ابن أبی طالب الی الإمام المهدی ( علیهم السلام ) کانوا أعلم الناس و أفقههم و أورعهم و أتقیهم و أزهدهم فی الدنیا و شأنهم کان لا یخفی علی الناس حتی بعض الخلفاء و الحکام ، هذا امیر المؤمنین علی ابن ابی طالب ( علیه السلام ) الذی یذکره التأریخ بأنه أعلم الناس فی عصره و قال الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) عنه : " أنا مدینة العلم و علی بابها فمن أراد المدینة فلیأتها من بابها " و قال عن إخلاصه فی یوم الخندق و بعد قتله بطل العدو المشرک عمرو ابن عبدود : " ضزبة علی یوم الخندق أفضل من عبادة الثقلین " و قال ( صلی الله علیه و آله ) عنه فی غزوة خیبر : لأعطین الرایة غدا رجلا یحب الله و رسوله و یحبه الله و رسوله یفتح الله بین یدیه ... " والآیات القرآنیة فی شأنه أکثر مما نذکرها فی هذا المقال و أیضا أقوال النبی فی شأنه کثیرة جدا قد جمعت کلها فی المصادر السنیة و الشیعیة ، فالناس فی کل العالم دأبهم فی جمیع شئونهم الرجوع الی من هو الذی لدیه الخبرة و التخصص فی تلک الشئون والشیعة قد فعلوا ذلک فی شأن دینهم و قد راجعوا الی أهله و حتی لو نفترض بأن علیا و أولاده لم یکونوا أئمة و حکاما من حیث السیاسة و علیّ ابن ابی طالب کان  الخلیفة الرابع حقیقة و لم یکن اماما بعد النبی ( علی رغم وجود الأدلة و الشواهد علی ذلک ) مع ذلک ألشیعة لم یکونوا علی الخطأ فی إقتدائهم إلی أهل البیت ( علیهم السلام ) لأنهم راجعوا الی عقولهم و الی المصادر الدینیة و عقولهم قضت علیهم بالرجوع الی الذین هم أعلم الناس و أفهمهم و أتقیهم فی الدین و الشریعة و السیاسة ، فالإنسان اذا أصیب بمرض مّا فیراجع الی الطبیب الحاذق و الأخصائی حتی لم یخطأ فی علاجه و لم یراجع إلی کل أحد لأن فقضیة العلاج قضیة هامّة و یتعلق بالجسم و السلامة و الإنسان یهتم بصحة نفسه و یحتاط فی أمر سلامته ، فکیف لم یراجع فی شأن دینه الی الأخصایین فی هذا المجال ؟ إن الخلیفة الثانی عمر ابن الخطاب کما یذکر المصادر السنیة قال عدة مرات : " لو لا علی لهلک عمر ! " و کان یستشیر علیا فی المسائل الغامضة دینیا و فقهیا و عسکریا و غیرها و الامام علی ابن ابی طالب کان یقول : " سلونی قبل أن تفقدونی " فالشیعة لا یجوز أن یلاموا بإتباعهم لعلی ابن ابی طالب و أولاده ( علیهم السلام ) و لا یعقل تسمیتهم بالرفض و قد سمّی الشیعی  بالرافضی فی عهد الحکام لأنهم أخذوا  بالحق و رفضوا الباطل و لا العکس ، إذن لم یطرح مذهب أهل البیت کمذهب اسلامی و هذا یرتبط إلی رأی الحکام الأمویین و العباسیین الذین دوّنت کتب الحدیث و الفقه فی عهودهم و الفقهاء و أصحاب الحدیث و أرباب التأریخ کانوا تحت رعایتهم و لم یتمکنوا بکتابة کل ما یریدون و یعتقدون فی کتبهم بل کتبوا فیها ما کان یرضی الخلفاء و الحکام و لا غیر ، و علی سبیل المثال إن الامام البخاری یحدّث عن بعض الخوارج و لم یحدث عن الامام جعفر ابن محمد الصادق (علیه السلام ) الذی کان أستاذا للامام مالک و الامام ابوحنیفة ! إن أهل البیت هم الذین أئتمنوا من قبل الرسول فی أمر دین الناس و دنیاهم ، فما ذنب الشیعة بعد ذلک فی إختیارهم أهل البیت کالأئمة ؟ و نعرف بأن أکثر بل جلّ الحکام و الخلفاء الأمویین و العباسیین لیسوا أناس متقین و ورعین و عالمین و متخصصین فی أمور الدین بل إما کانوا یتسلمون بالحکم عن طریق الوراثة و إما عن طریق الحرب و الإنقلاب العسکری علی الحاکم قبلهم فکیف یمکن أن یکونوا مراجع للناس فی شئونهم الدینیة و حتی الخلفاء الثلاث الراشدین یعنی أبوبکر ابن ابی قحافة و عمر ابن الخطاب و عثمان ابن عفان علی حسب إعتراف التأریخ و إعتراف أنفسهم ، هم لیسوا فقهاء و علماء و شجعان و کان فی عصرهم رجال من الصحابة أفضل منهم کعلی ابن ابی طالب و أبوذر الغفاری و سلمان الفارسی المحمدی و إبن عباس و غیرهم ، فإن فضائلهم لیست أکثر من هؤلاء إلا أنهم أصبحوا خلفاء  بعد رسول الله عن طریق السقیفة او الوصیة و النصب أو الشوری و نحن ما فهمنا بأن إنتخاب هؤلاء کالخلفاء کیف حوّلهم کأفضل الناس و أعلمهم و أورعهم حتی یجب علی المسلمین الرجوع الیهم کالمرجعیة الدینیة ؟ کما لم ینتخب الامام جعفر الصادق ( علیه السلام ) کالامام الفقیه کبعض تلامذته حتی یقلده الناس بل أنتخب الأربعة من الفقهاء فقط و لم ینتخب الامام الصادق الذی کان أفقه و أعلم منهم بإعتراف بعضهم ! فإن الشیعة راجعوا الی أهل البیت لأجل أفضلیتهم علی الآخرین فی جمیع الشئون و إذا کنا نعرف أناس أفضل منهم کنا نراجع الیهم و لکننا ما عرفنا أفضل منهم لحد الآن . إضافة الی ذلک نحن الشیعة نعتقد بالله و توحیده فی الصفات و الذات و الأفعال و العبادة و عدله تبارک و تعالی و نعتقد بالنبوة العامة و الخاصة و المعاد و یوم القیامة و الحشر و نصلی تجاه القبلة کعبة المشرفة و نصوم و نؤدی الزکوة و الخمس و نحج و نجاهد فی سبیل الله و ندافع عن الدین و نأمر بالمعروف و ننهی عن المنکر و نقوم بجمیع الوظائف الدینیة و الشرعیة و لکننا لا نعتقد بعدالة جمیع الصحابة لأن بعضهم کانوا من الأولیاء و بعضهم الآخرین کانوا أقل من ذلک و البعض الآخر کانوا فساق علی حسب الرجوع الی الکتاب و السنة و التاریخ إضافة الی ذلک نحن نحبّ أهل البیت و نبغض أعداء أهل البیت ( علیهم السلام ) و الذی یراجع الی الکتب و المصادر الشیعة فیعترف بإنطباق العقائد الشیعیة بالکتاب و السنة الصحیحة فهذا مصادر الشیعة فی العقائد و الفقه و التفسیر و الحدیث و الفلسفة و غیرها و الذی یرغب بالرجوع الیها فالیراجع الی المکتبات الالکترونیة التی أضفنا عناوینها فی موقعنا الشیعة نت و هی علی ما یلی ، نرجوا من الله تبارک و تعالی أن یوفقنا فی فهم الحق و نهتدی الیه بإذن الله . 

  www.shia12.com\ar\books.htm


من کلمات الامام الحسین ( علیه السلام )

قال الحسین ابن علی (علیه السلام ) : ألناس عبید الدنیا و الدین لعق علی ألسنتهم یحوطونه ما درّت معائشهم فإذا محصّوا بالبلاء قلّ الدیّانون

إنّنا نحن علی علم بأن الله تبارک و تعالی خلق السموات و الأرض و الملائکة و الجن و الإنس لطاعته و عبادته کما یفول فی القرآن : " وما خلقت الجن و الإنس الاّ لیعبدون"  و الدنیا کفرصة ذهبیة بید الجن و الإنس حتی یستغلوا عن دقائقها و لحظاتها فی طریق التقرب الی الله تبارک و تعالی و یجب علی الإنسان التأسّی بالأنبیاء و الأولیاء فی هذا المهم ، فإنهم عاهدوا الله منذ بدایة أعمارهم بأن یؤمنوا به إیمانا کاملا و راسخا فی قلوبهم و أرواحهم و بعد ذلک لم یفکروا فی الدنیا و ما آتاهم الله منها و هم ترکوا الدنیا لأهلها و إنقطعوا الی الله کمال الإنقطاع الیه و صرفوا أوقاتهم و فرصهم  فی هدایة الناس و رضا الله تعالی و هذه هی قصص الانبیاء و الأولیاء فی القرآن و السنة و التأریخ وما رأی التاریخ نبیا و لا رسولا و لا ولیا یقبل الی الدنیا و یهتمّ بحرث الدنیا یعنی المال و البنین ، لأنهم کانوا یعرفون ما فی الدنیا من عدم الوفاء و الخراب و عدم البقاء لملکها و مالها و أولادها  بل هم کانوا أشد الناس بلاء کما یقول الإمام الصادق (علیه السلام ) : " إن اشدّ الناس بلاء الإنبیاء ثم الذین یلونهم ثم الأمثل فالأمثل " و ورد فی حدیث عن امیرالمؤمنین علی ابن ابی طالب (علیه السلام ) فی نهج البلاغة : " مرارة الدنیا حلاوة الأخرة و حلاوة الدنیا مرارة الأخرة "

إن الدنیا لیست لها قیمة فی أعین الأنبیاء و الأولیاء حتی یفکّروا فیها کما ورد فی القرآن الکریم آیات تحذّرنا عن الدنیا و الإهتمام بها و وصفت الدنیا فی القرآن بمتاع قلیل و لهو و لعب و تفاخر و غیرها و یحثّ القرآن المؤمنین فی حرث الآخرة ،  هذا إضافة الی اقوال النبی و اهل بیته ( علیهم السلام ) ، فیقول النبی الأکرم ( صلی الله علیه و آله و سلم ) : " لو کانت الدنیا تعدل مثل جناح بعوضة ما أعطی کافرا و لا منافقا منها شیئا " ( تحف العقول /38)  والامام علی ابن ابی طالب ( علیه السلام ) یقول : " إن دنیاکم هذه لأهون فی عینی من عراق خنزیر فی ید مجذوم و أحقر من ورقة فی فم جراد ، ما لعلیّ و نعیم یفنی و لذة لا تبقی "  ( غررالحکم ج1 / 259)  فإن مثل هذه الکلمات من النبی و أهل بیته الطیبین ( علیهم السلام ) خاصة الامام علی ابن ابی طالب ( ع ) کثیرة جدا فإنه ( علیه السلام ) قد حذّر المسلمین  عن الإقبال الی دار الغرور فی کلماته التی جمعت فی نهج البلاغة و غرر الحکم و غیرهما من المصادر الحدیثیة و یقول أیضا فی نهج البلاغة : " الدنیا خلقت لغیرها و لم تخلق لنفسها " و ایضا " مثل الدنیا کمثل الحیة لیّن مسّها و السمّ الناقع فی جوفها یهوی الیها الغرّ الجاهل و یحذرها ذواللبّ العاقل " و ایضا " الناس أبناء الدنیا و لا یلام الرجل علی حبّ أمه "

کذلک نقل عن الإمام الحسین ابن علی (علیه السلام ) هذا الحدیث الذی نقلناه عنه فی بدایة هذا المقال و هو یشیر الی أهل زمانه الذین دعوه الی الکوفة و هم یعرفونه و یعرفون منزلته عند جده النبی الأکرم ( صلی الله علیه و آله و سلم ) مع ذلک ترکوه  و شارک بعضهم فی قتله یوم عاشورا ،  فالذین قاتلوه فی کربلا و قتلوا الحسین و أصحابه و إخوانه و إبناه علی الأکبر و علی الأصغر و والبعض الآخرین من عشیرته  و هم فی قلة فإنهم کانوا لا یؤمنون بالله و لا یثقون به و لا یتوکلون علیه ، فجیوش عبید الله ابن زیاد ابن ابیه بقیادة عمر ابن سعد ابن ابی وقاص هم کانوا من مصادیق کلام الامام  و هم کانوا عبید الدنیا و دینهم علی ألسنتهم و إیمانهم کان لأجل المعیشة و دخلوا کربلا و قتلوا الحسین و أصحابه لأجل دنیا أنفسهم أو دنیا غیرهم فهم شر الناس کما ورد فی حدیث عن النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله ) : " شر الناس من باع آخرته بدنیاه و شره من باع آخرته بدنیا غیره " ( نهج الفصاحة /حکمة /1799 )  فأهل الکوفة شارکوا فی قتل الحسین ابن علی ( علیهما السلام ) و قد باعوا آخرتهم بدنیا عمر ابن سعد و عبید الله ابن زیاد و یزید ابن معاویة و غیرهم و لم ینال الدنیا ای واحد منهم و هؤلاء کلهم ألقوا أنفسهم الی التهلکة لخوفهم من الفقر أو طلبهم للفخر کما یقول الامام علی ابن ابی طالب ( علیه السلام ) : " أهلک الناس اثنان ، خوف الفقر و طلب الفخر " ( غرر الحکم ) و یقول ایضا : " إحذر الدنیا ، فإنها شبکة الشیطان و مفسدة الإیمان " ( غرر الحکم / ج1 / 143 ) و الامام جعفر الصادق ( علیه السلام ) یقول : " حب الدنیا رأس کل خطیئة "

علی أی حال إذا نرید النجاة عن الطوافن المدمرة الفکریة و الإجتماعیة فی البحر المتلاطم  و نبحث عن الطریق المطمئن للرجوع الیه فعلینا التمسک بالنبی و أهل بیته الطاهرین ( علیهم السلام ) و إذا کنا نتمسک بسیرة الأنبیاء و الأولیاء کاملا من قبل ، لیس حالنا کمثل هذا و لم نشاهد ما نشاهده حالیا  فی الکثیر من الدول الإسلامیة من المشاکل المعیشیة و الفقر و الفساد و عدم الإلتزام بالدین و الفرائض و کنا نحن المسلمون یدا واحدة و کان بإمکاننا رفع جمیع المشاکل خاصة الظلم و التبعیض و عدم العدالة الإجتماعیة و آنذاک یمکننا أن نسمی أنفسنا مسلمین و مؤمنین و أتباع دین الحنیف و الوقت لیس متأخرا و علینا أن نعود الی أنفسنا و هویتنا الأصیلة التی فقدناها و ألقینا أنفسنا فی البحار المواجة و لیس بأیدینا ما نتشبث به و ترکنا سفینة النجاة التی تتمثل فی أهل البیت کما یقول النبی الأکرم ( صلی الله علیه و آله و سلم ) فی حدیث السفینة التی نقله الحاکم فی مستدرکه و أوینا الی جبال لکی تعصمنا من الماء و لم تعصمنا منه و یجب الاستغلال عن الفرصة الباقیة بإذن الله سبحانه و تعالی . و هذا هو الامام الحسین ابن علی ( علیه السلام ) الذی علّمنا دروس الحریة و الجهاد و الدفاع عن الدین و علینا التدقیق فی نهضته و التمسک بسیرته و سیرة أبیه و جده ( علیهم السلام )  فی جمیع شئوننا و أیام عمرنا و نعرف بأن أعمارنا قصیرة جدا و سوف یأتینا أمر إلهی  ویجب علینا الإستعداد لسفرنا و الحصول علی الزاد قبل حلول آجالنا کما فی الحدیث .